أبرز الكتاب المصريين الذين لهم تأثير مهم في أدب الرعب و الفانتازيا
" ما زال أدب الرعب في مصر والعالم العربي مظلوماً رغم إقبال الشباب عليه " .
عرف جيل الثمانينات والتسعينات أدب الرعب في مصر عند قراءته للعدد الأول من سلسلة “ما وراء الطبيعة”، والتي كان بطلها طبيب عجوز أصلع يدخن بشراهة والأمراض تسبح في كل جسده، ورغم ذلك كان الدكتور رفعت إسماعيل -بطل السلسلة- قادراً على القيام بالمغامرات الغامضة.
صدر العدد الأول من سلسلة “ما وراء الطبيعة” في عام 1993 ثم توالت بعد ذلك حتى صدر عددها الأخير “الثمانين” في عام 2014، فأصبحت هذه السلسلة بما منحته إلى الأجيال التي أقبلت عليها، قبلة الحياة لكُتاب كثر أرادوا الدخول إلى عالم الأدب ولكن بواسطة الرعب، وسوف نلقي نظرة على أبرز هؤلاء الكُتاب ومؤلفاتهم.
1 - أحمد خالد توفيق
طبيب وكاتب مصري، ويعد الأب الروحي لأدب الرعب ليس في مصر وحدها ولكن في الوطن العربي أيضاً، فقد نسج من عالم الخيال سلسلة “ما وراء الطبيعة” وغيرها من روايات الجيب الموجهة للشباب، ولكنه في عام 2008 قدم رواية “يوتوبيا” التي تعد علامة بارزة في حياته، تبعها في الأعوام التالية بعض الأعمال القصصية القصيرة مثل: “قوس قزح” و”الآن نفتح الصندوق” و”لست وحدك” و”الآن أفهم” التي كانت من أكثر الكتب مبيعاً في عام 2011.
ومع إصداره الروايات الطويلة مثل: “الغرفة 207″ التي يتحدث فيها عن تلك الغرفة المسكونة، حيث يتلاشى لساكني هذه الغرفة الحاجز بين الماضي والمستقبل، و”مثل إيكاروس” التي تدور أحداثها في عام 2020 وتحكي عن الشاب “محمود السمنودي” الذي حاول الانتحار مراراً ولكنه فشل، فهي أقرب للأسطورة اليونانية القديمة التى حكت عن إيكاروس الذى صنع لنفسه جناحين من الشمع والريش، ولكن عندما طار في السماء انصهرا جناحيه من الشمس.
تصدرت رواية “مثل إيكاروس” قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في هذا العام.
2 - محمد عصمت
كاتب مصري صدرت له ثلاث روايات هي: “ذاتوي” ناقش خلالها مرض التوحد وكيفية التعامل معه وعلاجه في إطار نفسي تشويقي في عالم مليء بالرعب، حيث تدور أحداث الرواية عن جريمة قتل بشعة توجه فيها أصابع الاتهام إلى طفل لم يتخطى من عمره عامه الثالث. و”التعويذة” وهي من الرعب الساخر، تدور أحداثها في ثلاث قارات وثلاث دول مختلفة عن ساحر يحاول السيطرة على كوكب الأرض من خلال قراءة التعاويذ، ولكن الخطأ في قراءتها يفسد عليه كل شيء.
أما رواية “الممسوس” فهي أفضل ما كتب رغم احتواءها على مشاهد تشريح وأشلاء، حيث تدور حول شخص مصاب بمرض نادر يحاول التخلص منه وكلما اقترب من الشفاء يجد نفسه متورطاً في مشاكل جديدة وما زال أمامه طريق طويل للشفاء، تصدرت هذه الرواية قائمة الكتب الأكثر مبيعاً فور صدورها عام 2014.
3 - عمرو المنوفي
كاتب مصري حصل على جائزة دار رواية لأدب الرعب، بدأ بكتابة روايتي “أيام الرماد” و”شمس المعارف”، لكن معرفة القراء به بدأت مع رواية “عزيف” حيث استطاع أن يثير فضول واهتمام القارئ نحوه من خلال طريقة سرده للأحداث بشكل ممتع وجذاب وقدرته على حسن اختيار مفرداته اللغوية، فتسلسل الأحداث فيها يجبرك على قراءتها في وقت قصير، صدرت في عام 2013.
أما المجموعة القصصية “سايكو” التي صدرت عام 2014 والتي تتحدث عن الرعب المنزلي، مليئة بمفردات دارجة في حديثنا اليومي مثل “الخادم” و”القدح”، حيث استطاع أن يحول هذه المفردات إلى أشياء مخيفة قادرة على إثارة الرعب خلال أحداث كل قصة.
4 - شيرين هنائي
استطاعت استخدام دراستها للجرافيك والرسوم المتحركة في كلية الفنون الجميلة المصرية في ثقل موهبتها وإصدار “سلسلة حكايات الظلام المحظورة” وهي سلسلة رعب مصورة تعد الأولى من نوعها، لكن معرفتها بالقارئ بدأت من رواية “نيكروفيليا” التي صدرت في عام 2011 والتي ظلت في قائمة الأكثر مبيعاً لعدة شهور، حيث تحكي فيها عن مرض نفسي نادر وبشع من نوعه تشتهي فيه البطلة جثث الموتى، وتعد هذه الرواية من أفضل أعمالها. صدر لها في نفس العام رواية “صندوق الدمى” تسرد فيه الخدعة الكبرى حيث يظن الناس أنهم يسيرون بإرادتهم بينما الحقيقة عكس ذلك.
أما في رواية “ذئاب يلوستون” الصادرة عام 2015، فهي تنتقل بالقارئ إلى عالم السكان الأصليين في أمريكا الشمالية لتحكي قصتهم، حيث تتأرجح بين الواقع والخيال في عالم مليء بالغموض، لذلك كانت تلك الرواية مختلفة عن أعمالها السابقة التي كانت دائماً تخلط فيها بين الرعب والفلسفة.
5 - تامر إبراهيم
طبيب مصري وكاتب شاب، بدأ أول تجاربه مع “سلة الروايات” ثم “ميجا” و “عالم آخر” و”عبر الزمن”، وتبعها بمجموعة قصصية بعنوان “حكايات الموتى” و”حكايات القبو” لكن بدايته الحقيقية كانت من خلال رواية “صانع الظلام” الصادرة في عام 2013، التي يحكي فيها قصة يوسف الذي يعمل في مجال الصحافة وتدفعه الظروف للبحث عن حل لغز لجريمة قتل في عالم غامض مثير للدهشة، وتبعها في نفس العام بجزئها الثاني “الليلة الثالثة والعشرون” يسرد فيها مزيداً من الأسرار والمواجهات التى تواجه يوسف بشكل يجعلك تندهش من قدرة الكاتب على التنقل بين الرعب والتشويق، لتصبح الرواية بجزأيها الأكثر مبيعاً في عام صدورهما.
6 - حسن الجندي
كاتب مصري، اقترن اسمه بعالم الجن والعفاريت والمخطوطات، استطاع من خلال كتابته وأسلوبه الشيق والجذاب على شبكة الإنترنت أن يتخطى حاجز 100 ألف قارئ، فكتب رائعته مخطوطة ابن إسحاق في ثلاث أجزاء خلال عامي 2009 و2015، وهى بالترتيب “مدينة الموتى” و”المرتد” و”العائد”، وبين كل جزء والآخر كان يصدر رواية جديدة مثل “نصف ميت” و”لقاء مع كاتب رعب” و”الجزار” التي تعد من أكثر الكتب مبيعاً خلال عام 2014.
لكن تظل مخطوطة ابن إسحاق، من أروع ما كتب، اعتمد فيها على سلاسة السرد مع مراعاة الغموض والتشويق، فتلك المخطوطة تدخل قارئها إلى عالم السحر والجن لتنعرف عليهم عن قرب، فهي أقرب إلى ملحمة يخشى كل منا ليس الدخول فيها وإنما مجرد الاقتراب منها!
يقول في أحد اللقاءات الصحفية: “إنه تلقى الكثير من الاتصالات والرسائل تطلب منه أرقام هواتف شخصيات معينة في روايته، وعندما كان يخبرهم بأنها شخصيات ليست حقيقية كان البعض يصر على أنه يخفي حقيقتها لدواع أمنية”.
مستقبل أدب الرعب
رغم ندرة وصول قصص الرعب إلى قائمة الكتب الأكثر مبيعاً، وعدم حصول أي رواية ضمن أدب الرعب على جائزة تحت أي مسمى، إلا أن هناك الكثير من الكُتاب الذين يصرّون على دعم هذا النوع من الأدب حتى يصل إلى المكانة التى يستحقها.
يرصد الكاتب “بلال فضل” أدب الرعب في مصر وهل هو ظاهرة سوف تنتهي أم سوف تستمر، من خلال التقرير التالي:
تعليقات
إرسال تعليق