أبو القاسم الفردوسي والشاهنامة ...
بقلم : سناء الزيود
هو الشاعر الفارسي الذي يعتقد بأنه ولد في 1020م في قرية فاز في إقليم طوس، عاصر حكم السامانيين في زمن الخلافة العباسية، واختلف على تاريخ وفاته ودفن في منطقة طوس بمحافظة خرسان رضوي قي إيران، حيث بنيت له مقبرة تعتبر معلما" سياحيا" في منتهى الروعة تتوسط مزرعة مليئة بالأشجار، اشتهر بكتابة الملحمة الأدبية الشعرية التي تعتبر الملحمة الوطنية لبلاد فارس ( الشاهنامة ) التي تعرف بكتاب الملوك، ويذكر بأن الأمير نوحا بن منصور الساماني هو من أقترح نظمها فبدأ الشاعر ابو منصور الدقيقي بنظمها ولكنه قتل، ثم أشار السلطان محمود الغزنوي للشاعر الفردوسي ليكمل نظمها، ولم يكن الفردوسي من شعراء البلاط وترجح المصادر بأنه كان من الزرادشتيين أتباع الدين الذي سبق الإسلام،
( تمثال ومقبرة الفردوسي في طوس / إيران )
تفاصيل قصة الشاهنامة ...
هي عمل أدبي فني متكامل يعتبر من أعظم الأعمال الأدبية على مستوى العالم و تتكون الشاهنامة من 60 ألف بيت شعري أتمها في 30 عاما"، وتتميز بإسلوب وبلاغة شعرية لامثيل لها في الأدب الفارسي بطريقة تشعر القارئ بأنه يرثي الإمبراطورية الفارسية، وأيضا" يروي فيها أبو القاسم الفردوسي تاريخ الحضارة الفارسية منذ بدايتها حتى سقوطها على يد العرب والأتراك، وأخبار ملوك بلاد فارس ومعاركهم وسياستهم ومظاهر حياتهم التي اتسمت بالبذخ وتاريخ الشعب الفارسي، وكان لها دورا" كبيرا" في الحفاظ على ثقافة وحضارة ولغة الفرس.
في بداية هذه الملحمة نجد الأساطير والخرافات الفارسية والهندية وذكر للإسكندر المقدوني، ثم يبدأ سرد تاريخ ملوك بلاد فارس بالإعتماد على التوثيق والتسلسل الزمني، حيث يسرد أحداث أكثر من 3000 عام لأربع أسر حاكمة هي: البيشدادية والكيانية والأشكانية والساسانية، وتقسم الشاهنامة الأشخاص إلى مراتب وتتناول المواضيع الإجتماعية والسياسية والعسكرية والدينية، وتتميز الشاهنامة بالرسومات التي تزينها وتمكنك من الإستمتاع بها حتى لو لم تكن على إطلاع باللغة الفارسية.
الترجمة العربية ...
ترجم البنداري الأصفهاني الشاهنامة إلى العربية نثرا" بين عامي 620_621 بأمر من الملك المعظم بن الملك العادل الأيوبي، حيث ترجمها بإسلوب غير متكلف وهي الترجمة العربية الوحيدة لها.
رسومات من ملحمة الشاهنامة ...
تعليقات
إرسال تعليق