عباقرة تحدوا إعاقتهم وحققوا إنجازات قفزت بالبشرية إلى الإمام
القوة لا تأتي من مقدرة جسمانية، بل تأتي بها إرادة لا تقهر .. المهاتما غاندي
ليس النجاح حكراً على أصحاء البدن، هذا ما أثبته لنا كثير من العظماء والمشاهير، كانوا قد عانوا في حياتهم من بعض الصعوبات الجسمانية، لكن إرادتهم كانت الدافع الأقوى لهم لتجاوز أي محنة.
عن طائفة من أهم العباقرة الذين سطروا لنا دروساً رائعة في الإرادة والعزيمة، إليك هذه المعلومات:
لودفيـج فـان بيتهـوفن
من أعظم عباقرة الموسيقى عبر العصور، وهو ملحن وعازف بيانو ألماني، عمل على تطوير الموسيقى الكلاسيكية، في عام 1800 بدأ سَمعُه بالتدهور، وبحلولِ العقد الأخير من حياته صارَ أصماً تماماً.
يُذكَر أنه ألّف السيمفونية التاسِعة ولم يكنْ يَسمع مِنها شيئاً، وخلال العَرضِ الأول للسيمفونية عام 1824 حيّاه الجمهور بالتصفيق مع الوقوف خمس مرات، وكانوا يلقون بقبعاتهم ومناديلهم في الهواء ويرفعون أيديهم في محاولة للفت انتباهه ليرى أنهم يصفقون له.
ستيفـن هوكينـغ
ما دام هنالك حياة، إذا هنالك أمل.
أبرز علماء الفيزياء النظرية على مستوى العالم، ولد في أكسفورد عام 1942، له أبحاث نظرية عديدة في علم الكون والثقوب السوداء والديناميكا الحرارية، إضافة إلى أبحاث ودراسات أخرى في التسلسل الزمني.
في عمر 21 بدأت معاناته مع التصلب الجانبي الضموري، وهو مرض مميت لا علاج له، وقد أعلن الأطباء أنه لن يعيش أكثر من سنتين، ومع ذلك جاهد المرض حتى تجاوز عمره ال 72 عاماً، وواصل أبحاثه ودراسته رغم المرض، فاعتبر مثالاً عظيما لتحدي الإعاقة.
جـون نـاش
الشيء الأقوى من شجاعة العقل، هو شجاعة القلب.
عالم رياضيات أمريكي فذ، اهتم بنظرية الألعاب والهندسة التفاضلية، عانى في حياته من عدة تقلبات نفسية بسبب إصابته في عام 1958 بالفصام “الشيزوفرينيا”، وقد كان لوقوف زوجته وأصدقائه دور كبير في تجاوز محنته.
حاز ناش على جائزة نوبل في علم الاقتصاد وذلك تكريماً لجهوده في نظرية الألعاب، كما حصل على جوائز عديدة أخرى تقديراً لبحوثه وإسهاماته القيمة في مجال علم الرياضيات، أنتج فيلماً عن سيرة حياته بعنوان “Beautiful Mind”.
فينسنت فان غوخ
رسام هولندي، صاحب لوحة “د.جاشيه” والتي تعد واحدة من أغلى اللوحات في العالم، كان يعاني من نوبات حادة تصاحبها حالة من الاكتئاب بسبب إصابته بما يعرف بدوار فيير، وكان يعالج في مستشفى سان – ريمي دو بروفالس الفرنسي على أنه مصاب بمرض نفسي أدى إلى تقطعيهلجزء من أذنه اليسرى، وأشرف على علاجه الدكتور غاشيه الذي خلده اغوخ بعدة رسومات له.
لوحاتي لا يشتريها أحد وأنا لست مسؤولاً عن ذلك، وسيأتي يوم ويكتشف الناس أن هذه اللوحات أغلى من حياتي فأنا أرسم للمستقبل.
عرف قيمة فنه وذاته، رغم أن لوحاته لم تجد من يشتريها أثناء حياته، حيث واصل العمل والتدريب ذاتياً؛ لتطوير أساليبه في الرسم، حتى خرجت من بين أنامله تلك اللوحات التي تعرض اليوم في أشهر متاحف العالم.
لوحاتي لا يشتريها أحد وأنا لست مسؤولاً عن ذلك، وسيأتي يوم ويكتشف الناس أن هذه اللوحات أغلى من حياتي فأنا أرسم للمستقبل.
فرناندو ماجلان
رحالة ومستكشف برتغالي، كانت رحلته والتي تمت في الفترة بين 1519-1522 هي أول حملة بحرية عبرت المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ، وقد مر خلال خروجه من الأطلسي بمضيق أسماه مضيق “ماجلان“، وهو أول من عبر المحيط الهادئ، و قائد أول رحلة دارت حول الكرة الأرضية.
أصيب في حادثة بمدينة أزمور المغربية جعلته يعرج عرجاً شديداً، ومع ذلك استمر في رحالته الاستكشافية ودراسته للخرائط الحديثة، حتى قتل في معركة ماكتان على يد السلطان “لابو لابو”.
كريستـي بـراون
مؤلف ورسام وشاعر إيرلندي ولد عام 1932، وكان مصاباً بالشلل الدماغي، اعتنت به أمه في صغره أشد اعتناء وتولت تعليمه، فشق طريقه إلى النجومية عبر رسوماته التي انتشرت في العالم من خلال رسمه بقدمه اليسرى.
كتاب “قدمي اليسرى” كتاب لبراون دوّن فيه سيرته الذاتية ومعاناته وتحديه للمرض، وعن هذه السيرة أنتج عام 1989 فيلماً سينمائياً يحمل نفس العنوان.
ديفيـد رايـت
كاتب وشاعر ولد في جوهانسبرغ عام 1920، أصيب في سن السابعة بالحمى القرمزية، وفقد على إثرها سمعه، هاجر إلى إنجلترا في سن الرابعة عشر، والتحق بمدرسة نورثامبتون للصم، ثم درس في كلية أوريل وتخرج منها في عام 1942.
نشر أول أشعاره عام 1942 في مجلة أكسفورد الأدبية، عمل ككاتب قي في جريدة Sunday Times، ثم ككاتب مستقل، كذلك عمل كمدرس لفترة في جامعة ليدز، أما حصيلة إنتاجه الأدبي فتشمل حوالي 24 كتاباً تضم أعماله ومؤلفاته ودواوينه.
مـارلا رونيـان
الأهم من رؤية أو عدم رؤية الأشياء هو الإدراك والتعايش مع ضعف البصر، فمنذ أن كنت صغيرة كنت أفعل كل ما أريد بقليل من الإبداع وكثير من العمل، وهذا الإدراك مع بعض التحدي والمواجهة هو ما ساعدني على التقدم في تعليمي وفي حياتي الرياضية، وإنجاز كل ما أريد فعله.
ولدت مارلا في ولاية كاليفورنيا عام 1969، وفي التاسعة من عمرها تبين أنها تُعاني من مرض وراثي يُصيب مركز شبكية العين ويؤدي إلى فقدان البصر شيئاً فشيئاً.
تعد من أشهر العداءات الأمريكيات، حصلت على الميدالية الذهبية في أولمبياد عام 1992، وعلي الفضية في عام 1996، وكانت أول كفيفة تشارك في أولمبياد سيدني بأستراليا عام 2000.
لم يقتصر طموحها ونجاحها على الحياة الرياضية، بل حصلت مارلا على ماجستير في الاضطرابات الجسدية التواصلية عام 1994، وآخر عن التعليم الخاص بضعاف البصر عام 2012.
كثر هم العظماء الذين أثبتوا لنا فعلا أن المستحيل لا يوجد إلا في أحلام العاجز كما قال غاندي، ذلك العاجز هو من فقد الإرادة واستسلم ليأسه، حتى وإن كان بكامل صحته وعافيته.
فريـدا كاهلـو
ما حاجتي لقدماي، إن كنت أملك أجنحة كي أطير.
رسامة مكسيكية شهيرة ولدت عام 1907، أصيبت في صغرها بـ”شلل الأطفال”، ثم أصيبت في كسر في عمودها الفقري إثر حادثة اصطدام وقعت في حافلة كانت تقلها وصديقتها.
من ريشتها وجسدها الجريح المعذب أبدعت كاهلو في رسم لوحات جسدت بها معاناتها، وحاولت بفنها التخفيف من حدة آلامها، فأصبحت أيقونة في التحدي .
تعليقات
إرسال تعليق