أحدث الأفلام الهندية على نتفليكس

هذه الأيام أجبر فيروس كورونا الناس على المكوث بالمنزل، وليس هذا فحسب. أيضًا تم تعليق وإلغاء العديد من المحافل الدولية الهامة، والتي تُعتبر أماكن تجمع مهولة للكثير من الناس. مثل معارض الكتاب، الحفلات الموسيقية، وأكثر من دوري لكرة القدم. كل هذا أصاب الناس بالملل في بيوتهم، وهنا يأتي دور مقال اليوم. أكثر من رواية مصرية حديثة من إنتاج 2020، لقتل الملل والوحدة!
في مقال اليوم سوف نسرد لكم قائمة قصيرة مكونة من 4 روايات وكتب مصرية تقتل الملل (من إنتاج عام 2020)، لكتاب مختلفين. والاختلاف يرجع للعديد من الأوجه في الواقع: جنس الكاتب، تصنيف الكتاب، وكذلك طريقة السرد. مما يجعل قائمة اليوم ممتعة وغنية بالتنوع ومسلية جدًا، بالرغم من قِصرها على صعيد العدد، فهي كتب وروايات تقتل الملل.

4 أعمال أدبية حديثه ، اغتنم الفرصه و الوقت و ابدأ بقرائتها الآن

1 - حبس اختياري / محمود حسين 

نبدأ أولى ترشيحتنا ضمن قائمة روايات تقتل الملل حديثة الإصدار برواية حبس اختياري من تأليف (محمود حسين) .تتحدث الرواية عن فرصة اللحظة الأخيرة، وتطرح سؤالًا هامًا: «إذا شارف العمر على الانتهاء، أيمكن للمرء أن يحظى بفرصة أخيرة تمحو أخطاء الماضي؟». ونجد هذا السؤال على طرف لسان بطل الحكاية (رفعت غراب)، الذي وصل لمرحلة من الانعزال، جعلته يملّ الوحدة، وينظر للماضي بحسرة، وللمستقبل بحسرة. أسيكون المستقبل رحيمًا به؟ هذا ما ستعرفون إجابته عند قراءة الرواية، التي تصنف بامتياز ضمن قائمة روايات تقتل الملل.

2 - إذما / محمد صادق

 

إذا كنت المُعاصرين لبداية ظهور لون جديد من الأدب في 2014؛ فقد سمعت بالتأكيد عن رواية (هيبتا)، وتردد على مسامعك اسم (محمد صادق) بشكلٍ أو بآخر.
ظهر (صادق) في الفترة التي ظهرت فيها أسماء شبابية مثل (محمد عصمت)، (حسن الجندي)، (شريف عبد الهادي)، وغيرهم الكثير. كل منهم أراد ترك بصمة في عالم الأدب، ولاقت أولى أعمالهم حفاوة كبيرة من الجمهور، الجمهور الذي بدوره كان حديث العهد بالقراءة، ولذلك الفضل يرجع لهم لعمل حراك شبابي كبير في الوسط الأدبي بتلك الفترة.
أسلوب كتابة تلك الأعمال، وأفكارها، والشريحة التي توجهت لها، كانت محل نقد عمالقة الوسط الأدبي باستمرار، ووصفها أكثر من قارئ وكاتب وقتها بـ «الأدب الهزيل». لكن بالرغم من ذلك صعدوا، تطوروا، وصقلوا أسلوبهم السردي حتى وصلوا إلى مكانة كبيرة الآن، حتى صنفت أعمالهم ضمن قائمة روايات تقتل الملل.
مرّ (صادق) بالعديد من الروايات التي أولها (هيبتا)، وآخرها (إذما). الأولى في 2014، والأخيرة في 2020. رواية 2020 لنا معها وقفة بالطبع؛ فهي تُعتبر خلاصة خبرة الكاتب من تجاربه السابقة، وبالطبع ننتظر منها الكثير.
تتحدث القصة عن شخص فقد الشغف بالحياة تمامًا، لكن في عيد ميلاده، تأتي له هدية غريبة وغير متوقعة على الإطلاق. تلك الهدية تشرع في جعله يهتم بالحياة من جديد، بهدف الوصول إلى غاية نهائية مجهولة. قصة عن الشغف وإيجاد الذات يقدمها لنا (صادق) بعد أعوام وأعوام من النقد، والخبرة.

3 - من علم عبد الناصر شرب السجائر؟ / عمر طاهر

بدون شك (عمر طاهر) كاتب غني عن التعريف. في وجهة نظري، أرى أن الأدب الساخر الراقي، استمر مع (طاهر)، بعد أن انتهى مع الأقدمين. يتميز الكاتب بالمزج بين الجد والهزل، حتى لا تستطيع الحكم إذا كان جادًا في سطور هزلية، أو هزليًّا في سطور جادة. نشر العديد من المؤلفات التي تتحدث عن الكثير من الأوضاع بداخل مصر، والوطن العربي مُجملًا. كلها كتابات ساخرة، وحرص الكاتب على إصدار عمل كل بضعة سنوات كي لا يتم جرف سوق الكتب بأعمال خالية من النزعة الراقية للسخرية الثقافية، مما جعل إنتاجه الأدبي يصنف ضمن قائمة كتب وأخيرًا روايات تقتل الملل.
في وجهة نظري، أبرز أعماله السابقة هو كتاب (إذاعة الأغاني: سيرة شخصية للغناء). والذي حاول فيه (طاهر) التعميق من دور الموسيقى والأغاني في تكوين ثقافة الشعوب العربية عبر مواقف شخصية مر بها هو في آخر كتبه (من علم عبد الناصر شرب السجائر؟)، يطرح العديد من الأسئلة المقتبسة عن قراءة واسعة في التاريخ المعاصر للشعب المصري. وبنفس أسلوب (أحمد خالد توفيق) في التحدث بسخرية، يقدم (طاهر) مجموعة من المقالات القصيرة ذات الطعم اللاذع، في كتاب تجميعيّ من تقديم دار (الكرمة)، كما اعتاد العرّاب الراحل أيضًا. مثل (ما الذي يدفع الملك فاروق لصداقة «كهربائي»؟)، و (متى ظهر أول مُخبر في مصر؟)، بجانب العديد من الأسئلة الأخرى التي ستأخذك في رحلة بين طيّات التاريخ المعاصر لمصر، كما لم تعهده من قبل.

4 - كونداليني / ميرنا الهيلباوي

نختم مع رواية (كونداليني) تأليف (ميرنا الهيلباوي). هذه ليست الرواية الأولى للكاتبة دون شك؛ فقد نشرت روايتها الأولى في عام 2018 تحت عنوان (مر مثل القهوة حلو مثل الشوكولا). حققت الرواية رواجًا كبيرًا وقتها، وذلك للنقاش الذي طرحته (هي وروايات أخرى صدرت في نفس الوقت) عن إجازة الكتابة بالفصحى الممزوجة بالعاميّة أم لا، في فن السرد الروائي. وسواء اتفقت مع الكتابة المزجية من العدم، لن تستطيع إنكار الشهرة التي حصلت عليها الرواية بفضل ذلك الجدل.

صاحبة الرواية هي الكاتبة والصحفية (ميرنا الهيلباوي)، والتي تبدأ حياتها الكتابية كمدونة صغيرة على الإنترنت، ثم شقت طريقها بعد ذلك إلى الصحافة. وعملت بمجلة (7 أيام) لمدة خمس سنوات، بجانب العديد من المشاريع الصغيرة الأخرى. مقالاتها وحواراتها مع شخصيات عامة عالمية، جعلتها أهلًا للترشُّح لجايزة الصحافة العربية في 2016، وبالفعل فازت بالمركز الثاني. تلك النجاحات المتوالية هي التي دفعتها للبدء في تقديم كتاب فعلي للجمهور، وهنا رأينا روايتها الأولى. واليوم نتحدث عن روايتها الثانية (كونداليني).
تستطيعون قراءة نبذة الرواية في أي مكان، لذلك لن أتحدث عنها، بل سأتحدث عن العنوان، والذي بدوره سيكشف أكثر بكثير عن الموجود بالنبذة الرسمية. كلمة (كونداليني) هي كلمة تنتمي إلى الهندوسية، وتعني الطاقة الإلهية بجسم الإنسان، وموضعها هو نهاية العمود الفقري. لتحرير تلك الطاقة توجد طرق؛ فهل لها علاقة بالحياة الروتينية التي يمكن أن يكون أبطال القصة مغموسون فيها حتى النخاع؟ هل هي الحل؟ هذا سؤال ستجيبون عنه عند قراءة الرواية؛ لذا فهي تأتي على رأس قائمة روايات تقتل الملل.


كانت هذه مجموعة من الكتب والروايات الحديثة من إصدارات 2020، والتي معها ستقضي على ملل الجلوس بالمنزل.