يعد طه حسين من أبرز المفكرين التنويريين في العالم العربي، فقد أثرى المحتوى العربي بكتب رغم قلة عددها إلا أن حجمها الثقافي أكبر بكثير من عددها، واجه العديد من الانتقادات لمناداته بالتجديد في العديد من الأمور الثقافية والدينية، رجل كانت البصيرة تملأ أفكاره على الرغم من فقدان عينه للبصر إلا أن الكثير من منتقديه كانوا فاقدين لهذه البصيرة، ولهذا يستحق بالفعل لقب عميد الأدب العربي، وهذه خمسة كتب يجب عليك قراءتها لطه حسين بسبب أهميتها :
1 - الفتنة الكبرى
الشيء الذي لا يمكن أن يتعرض للشك هو أن المسلمين قد اختلفوا على عثمان، وأن هذا الاختلاف قد انتهى إلى ثورة قتل فيها عثمان، وأن هذه الثورة قد فرّقت المسلمين تفريقًا لم يجتمعوا بعده إلى الآن.
نبدأ بهذا الكتاب الرائع الذي يعد من أهم الكتب التي كتبها طه حسين في نظري، هو كتاب الفتنة الكبرى الذي يجسد الصراع بين الصحابة والفتنة التي فرقت بين المسلمين بعد وفاة الرسول بطريقة رائعة موضوعية ومحايدة لأقصى درجة وبأسلوب سلس وسهل.
2 - في الشعر الجاهلي
نحن حق العلم أن الخصومة حين تشتد بين الفرق والأحزاب يكون أيسر وسائلها الكذب.
بحث رائع لطه حسين في الشعر الجاهلي وكيف تم نسبه إلى الشعراء الجاهليين، ويحاول وضع نظرة جديدة للأدب الجاهلي والإسلامي من وجهة نظره.
3 - مستقبل الثقافة في مصر
القوانين حين تشتد في مصادرة حرية الرأي لا تحمي الفضيلة وإنما تحمي الرذيلة وتخلي بينها وبين النفوس.
يحل طه حسين في هذا الكتاب المهم العديد من المشكلات التي تواجه الثقافة والتعليم في مصر، وكيف أن الثقافة والعلم أساس الحضارة والاستقلال، وكيف يجب علينا الإيمان بمهمة التعليم وما هو التعليم العالي، وما هي مشكلاته وسبل الحل، والعديد من الحلول الأخرى للعديد من المشكلات المتعلقة بواقعنا الثقافي حتى الآن على الرغم من مرور زمن طويل على نشر الكتاب.
4 - قادة الفكر
الحق أنك لا تكاد تنظر في التاريخ منذ ابتداء عصر القياصرة حتى تستيقن أن شيئين قد أخفقا إخفاقاً، وآن أن يقوم مقامهما شيئان آخران. فأما الشيئان اللذان أخفقا فهما الديمقراطية والفلسفة. وأما الشيئان اللذان قدرت لهما السيادة وكتب لهما الفوز، فهما الأوتقراطية والدين.
يتناول الكتاب كيفية تأثير الحضارة اليونانية في الفكر الأوروبي والفكر الإنساني عموماً، بداية من سقراط وهوميروس إلى الإسكندر ويوليوس قيصر بأسلوب سلس وبسيط.
5 - المعذبون في الأرض
مهما يبلغ الفقر بالناس، ومهما يثقل عليهم البؤس، ومهما يسيء إليهم الضيق، فإن في فطرتهم شيئاً من كرامة تحملهم على أن يجدوا حين يأكلون مما كسبت أيديهم لذة لا يجدونها حين يأكلون مما يساق إليهم دون أن يكسبوه أو يحتالوا فيه.
الكتاب عبارة عن مجموعة من القصص القصيرة أو ممكن أن نطلق عليها مقالات تجسد الواقع المصري والوضع الاجتماعي والثقافي في مصر عن الفترة التي سبقت ثورة 1952، ويعلق عليها ناصحًا مرة ومتهكمًا مرة بأسلوب رائع ومميز وسرد عظيم بعيد كل البعد عن الملل. البعض يرى هذا الكتاب مليئًا بالحزن واليأس ولكني أرى أنه إجابة على سؤال كيف كنا؟ وكيف نكون؟ ويقول طه حسين في المقدمة الرائعة لهذا الكتاب: “إلى الذين يحرقهم الشوق إلى العدل، وإلى الذين يؤرقهم الخوف من العدل، إلى أولئك وهؤلاء جميعًا، أسوق هذا الحديث”. ومن الواضح كم المعاناة التي تعج بها هذه الكلمات، هي وصف شامل تمامًا لما يوجد في هذا الكتاب الرائع.
تعليقات
إرسال تعليق