أبيقور هو فيلسوف يوناني عاش في الفترة بين عامي (341-270 ق.م)، أسس مدرسة فلسفية سميت باسمه هي المدرسة (الإبيقوريّة).
قام بكتابة حوالي ثلاثمائة منجز لم يصلنا منهم إلا بعض الأجزاء والرسائل، ما جعله مشهوراً هو أنه أفنى معظم حياته محاولاً حل أكبر لغز وهو: ما الذي يجعل الناس سعداء؟، من سبقه من الفلاسفة، نافشوا مطوّلاً مالّذي يجعل الناس خيّريين. لكن أبيقور فضّل التفكير بها من خلال ما هو “ممتع”.
أبيقور وأتباعه كانوا يدرسون السعادة، لكنهم يطبّقوها بوعيٍ شديد، الفيلسوف إمتلك عباءتين فقط، وعاشَ على الخبز و الزيتون. وللرفايه قطعة جُبن بين الحين والآخر، وبالنسبة لغرفة النوم، أعلن انه قد تزوج الفلسفة. درس السعادة بصبر لعدة سنوات، أبيقور توصل لوضع استنتاجات رائعة وثورية حول” ما الذي نحتاجه فعلاً لنكون سعداء”.
أبيقور يعتقد أننا نرتكب ثلاثة أخطاء عند التفكير بالسعادة:
أولاً: نعتقد أن السعادة تعني الرومانسية، والعلاقات الجنسية. لكن “أبيقور” التفت حوله ورأى الكثير من الأزواج غير سعداء. زواجهم امتزج بالغيرة وسوء الفهم والخداع والمرارة. في ذات الوقت، لاحظ أن علاقات الصداقة أجمل. كيف يميل الناس للباقة والتواضع مع أصدقائهم، الصداقة تبدو أنها تجعل الطبيعة البشرية في أجمل حالاتها. وكانت المشكلة الوحيدة التي لاحظها أبيقور أننا لا نرى أصدقائنا بما فيه الكفاية.
ثانياً: نحن نظن أننا نحتاج للكثير من المال لنكون سعداء. لكننا في الواقع, نميل إلى عدم القيام بالتضحيات الغير معقولة لجلب المال.. الغيرة، الغيبة، الساعات الطويلة. ما يجعل العمل مُرضياً باعتقاد “أبيقور”، ليس المال بل هو القدرة على العمل وحيداً, أو في مجموعات صغيرة, كما هو الحال في المخبز, أو في ورشة إصلاح القواربن وعندما نشعر أننا نساعد الآخرين بطريقتنا الخاصّة، اشياء بسيطة يمكنها ان تحسّن العالم. في الواقع انها ليست امور كبيرة نريد الدخول فيها، انها الرغبة لصنع الفارق.
وآخيراً لاحظ أبيقور مدى حرصنا على الرفاهية خصوصاً بما يتعلق بالبيوت، و الأمكنة الهادئة الجميلة ولكن ما عدا حُبنا للرفاهية هناك شيئاً آخر نحاول الحصول عليه. ما نريده هو الشعور بالطمأنينة نريد أدمغتنا صافية حرّة، ليست مليئة بالملل والفوضى، ولكن السؤال الكبير هو، هل فعلاً الرفاهية تجعلُنا مُطمئنين؟. أبيقور لم يكن متأكداً بالنظر للسعادة بعمق. أعلن أبيقور عن نظرة ثورية جديدة،
هي انك فعلاً تحتاج ثلاثة أشياء لتكون سعيداً في هذه الحياة:
أولاً: تحتاج لأن يكون حولك أصدقائك.. فقط أصدقائك. يكفي رؤيتهم الآن فقط ومن ثمّ انها انتظاميّة التواصل بينكم، اذاً، هو عمل ذاك الشيء الّذي أغلبنا يحلم بفعله من حين لآخر ولكن لا نفعل. هو اشترى منزلاً كبيراً وبدأ العيش مع كل أصدقائه. الجميع كان له مكانه الخاص، ومرحب به في تشارك امكنة اخرى، ودائماً هناك شخص جيد للحديث معه في المطبخ.
ثانياً: الجميع غيّر طريقة عمله، الجميع توقف عن العمل لحساب اشخاص آخرين. خُفَضت أُجورهم، نتيجة عملهم الخاص بهم، البعض يزرعون، آخرون يطبخون، وآخرون يكتبون.
ثالثاً: أبيقور وفريقه عدلوا عن فكرة انه يمكنك ان تكون مطمئناً فقط بالنظر الى منظر جميل. هم سخّروا أنفسهم للحصول على السكينة من داخل عقولهم، ليُمضوا أوقات مع أنفسهم التفكير، كتابة أشياء، قراءة أشياء، التأمّل نجحت التجربة نجاحاً باهراً، الأعضاء كانوا فرحين جداً، الفكرة انتشرت كالنار في الهشيم. افتتحت مجتمعات الأبيقوريون في كل مناطق البحر الأبيض المتوسط، وفي ذروة الحركة كان هناك 400 ألف شخص ينتمون لهذه الحركة من اسبانيا متددة لفلسطين ، الكنيسة المسيحية من أنهت هذه الحركة في القرن الخامس. ولكن بسبب احترام الأغلبيّة للحركة حولوها جميعاً الى الأديرة، وما نعرفه كأديرة كانت كلها من الحركة الأبيقورية فقط بواجهة مسيحيّة.
حقيقة أخرى ممتعة أطروحة الدكتوراة لكارل ماركس كانت عن أبيقور، وما ندعوه بالشيوعية هو نظام فاشل بجدارة انه مُحرّف، وتالف وليس نموذجاً ناجحاً للأبيقورية التراث الحقيقي لأبيقور هو: أن البشر ليسوا جيدين في جعل أنفسهم سعداء، ببساطة لأنهم يعتقدون أنه أمر سهل جداً. نحن نعتقد أن الأمر متعلق بالجنس، المال، الرفاهية نريد فقط معرفة كيفيّة تأمين كل هذا.
ولكن أبيقور لا يتفق مع هذا، انعكاساً على اللحظات التي تجلب لك السعادة، و فعلاً تفعل ذلك. تمتلك الشجاعة لتغير حياتك، وفقاً للحظات التي تجلب لك الرضا فعلاً من الممكن أن تصل لمرحلة تعيش بطريقة مختلفة تماماً خارج البلد، لديك القليل من الجبن وبعض الثياب، والقليل من كتب الفلسفة، وبعض الأصدقاء الجيدين حولك.
تعليقات
إرسال تعليق