عادةً ما نُشجع باستمرار على اختيار بعض الروايات أو غيرها، إن التعليقات وتوصيات الأصدقاء ونوافذ متاجر الكتب تقودنا نحو اختيار عناوين معينة، والتي وُعدنا بأنها سوف تجيب بشكل نهائي على أعمق الاحتياجات التي عرفتها الكتابة.
الكتاب الذي تحتاج حقًا لقراءته
هب أننا اخترنا عنوانًا منها، وبعد أن حل الظلام وبمجرد أن شرعنا في قراءته، فاح عبير عبق مميز من هذا العمل الجديد. يبذل الكاتب ما بوسعه ليجعلنا نهتم بحياة شخص يعيش في "إدنبرة" في الثلاثينات من القرن الماضي.
اقرأ ايضا: 18 رواية ينصح بها للشباب لدخول عصر القراءة
يبذل الكاتب ما بوسعه ليجعلنا نهتم بحياة شخص يعيش في "إدنبرة" في الثلاثينيات من القرن الماضي. السماء تمطر بغزارة، تعطلت سيارتهم، كانت لديهم صديقة حامل في "بودابست"، حدثت سرقة في متجر كبير، هناك إشارة إلى شارع "Dundas"، وبعد 30 صفحة يتضح أنه المكان الذي اعتادت أخت الشخصية الرئيسية أن تعيش فيه. هناك مهندس متقاعد ذو حاجبين كثيفين، والذي يبدو مهمًّا بطريقة ما لا نعرفها بعد. نبذل جهدًا وتفكيرًا هائلين لنكتشف حياة شخصية خيالية. وفجأة تخطر على بالنا فكرة عارضة جوهرية، حين ندرك أنه لم يسبق لأحد أن أبصر حياتنا،عاداتنا، أصدقاءنا، ماضينا، مشاكلنا ومآزقنا، بمثل هذا التفصيل أو الفضول المستمر.
يبذل الكاتب ما بوسعه ليجعلنا نهتم بحياة شخص يعيش في "إدنبرة" في الثلاثينيات من القرن الماضي. السماء تمطر بغزارة، تعطلت سيارتهم، كانت لديهم صديقة حامل في "بودابست"، حدثت سرقة في متجر كبير، هناك إشارة إلى شارع "Dundas"، وبعد 30 صفحة يتضح أنه المكان الذي اعتادت أخت الشخصية الرئيسية أن تعيش فيه. هناك مهندس متقاعد ذو حاجبين كثيفين، والذي يبدو مهمًّا بطريقة ما لا نعرفها بعد. نبذل جهدًا وتفكيرًا هائلين لنكتشف حياة شخصية خيالية. وفجأة تخطر على بالنا فكرة عارضة جوهرية، حين ندرك أنه لم يسبق لأحد أن أبصر حياتنا،عاداتنا، أصدقاءنا، ماضينا، مشاكلنا ومآزقنا، بمثل هذا التفصيل أو الفضول المستمر.
من الواضح أن الرواية التي بين أيدينا تحتوي على الكثير من الرؤى الحادة، والخلاصات المحكمة، والملاحظات المدهشة، والتحليلات العبقرية، لكن هذا كله يدور في عقل شخص آخر، شخص لا يشبهنا كثيرًا. لقد اعتدنا أن نُسلم لهذا الوضع المألوف؛ لكنه الآن يؤثر علينا بشكل آخر.
نحن نقرأ الكتاب الخاطئ! ما علينا فعله حقًا هو قراءة كتاب عن أنفسنا كُتب بنفس الأناقة والحكمة يضع أساسيات حياتنا في ترتيب واضح، يختار ويربط الأحداث المختلفة في تيار الوعي الفوضوي ويحولها إلى قصة مترابطة. نهتم بقصص غيرنا لكن القصة التي نحتاج سماعها حقًّا هي قصتنا. نهتم بقصص غيرنا لكن القصة التي نحتاج سماعها حقًّا هي قصتنا.
نتلهف حقًّا إلى شخص يتقبلنا ويكتب عنا بكل تعقيداتنا وغموضنا بعبارات سلسة وجمل واضحة. لا شك أن قراءة قصة شخص آخر أمر جيد نتعلم منه الكثير، لكنه كذهابنا إلى الطبيب وتشخيصه شخصًا آخر يشعر بوجع في أذنه بدقة. أو كمستشار مالي يبذل ما بوسعه كي يقدم لنا حلولًا للمشاكل المالية لشخص آخر، أو كمستشار مالي يبذل ما بوسعه كي يقدم لنا حلولًا للمشاكل المالية لشخص آخر، فنحاول بدورنا استخلاص التلميحات السريعة العابرة التي قد تفيدنا.
نحن نقرأ الكتاب الخاطئ! ما علينا فعله حقًا هو قراءة كتاب عن أنفسنا كُتب بنفس الأناقة والحكمة يضع أساسيات حياتنا في ترتيب واضح، يختار ويربط الأحداث المختلفة في تيار الوعي الفوضوي ويحولها إلى قصة مترابطة. نهتم بقصص غيرنا لكن القصة التي نحتاج سماعها حقًّا هي قصتنا. نهتم بقصص غيرنا لكن القصة التي نحتاج سماعها حقًّا هي قصتنا.
نتلهف حقًّا إلى شخص يتقبلنا ويكتب عنا بكل تعقيداتنا وغموضنا بعبارات سلسة وجمل واضحة. لا شك أن قراءة قصة شخص آخر أمر جيد نتعلم منه الكثير، لكنه كذهابنا إلى الطبيب وتشخيصه شخصًا آخر يشعر بوجع في أذنه بدقة. أو كمستشار مالي يبذل ما بوسعه كي يقدم لنا حلولًا للمشاكل المالية لشخص آخر، أو كمستشار مالي يبذل ما بوسعه كي يقدم لنا حلولًا للمشاكل المالية لشخص آخر، فنحاول بدورنا استخلاص التلميحات السريعة العابرة التي قد تفيدنا.
اقرأ أيضا: إلى من يعتقد أن الروايات مضيعة وقت .. هذا المقال إليك
في التسعينيات من القرن السابع عشر، عُيّن "فرانسوا فنلون"-واحد من أكبر الكتاب الفرنسيين-مدرسًا خصوصيًّا لدوق "برغندي" الصغير. وليساعده في تعليمه؛ كتب "فرانسوا" رواية طويلة مذهلة أسماها (مغامرات تليماخوس)؛ حيث كان الدوق متنكرًا في شخصيتها الرئيسية. كانت المشاكل التي تواجهها الشخصية في الرواية هي نفسها المشاكل التي يواجهها الدوق في الحقيقة، كما أن نقاط القوة والضعف للشخصية الرئيسية، التي يعلمها الكاتب جيدًا، هي تلك الخاصة بالدوق. إنه من أندر وأجمل الأشياء أن تجد شخصًا يكتب رواية عنك. إنها معاملة نستحقها جميعًا ونتوق إليها في صمت. نحن لسنا بحاجة إلى التخلي عن وظائفنا ونصبح كتَّابًا؛ لأن هذا الكتاب الذي يتحدث عنّا نكتبه بالفعل. نحن نعمل عليه في الساعات المبكرة، وعندما لا نستطيع النوم، وعند استغراقنا في أحلام اليقظة، وفي كتابة الخطط، والتفكير في الماضي، ونستسلم لإعادة ذلك مرارًا وتكرارًا والتفكير في معناه. إنه لمن الأسف ألا نبذل جهدًا كافيًا لكتابة هذا العمل الناشئ المهم جدًّا.
في التسعينيات من القرن السابع عشر، عُيّن "فرانسوا فنلون"-واحد من أكبر الكتاب الفرنسيين-مدرسًا خصوصيًّا لدوق "برغندي" الصغير. وليساعده في تعليمه؛ كتب "فرانسوا" رواية طويلة مذهلة أسماها (مغامرات تليماخوس)؛ حيث كان الدوق متنكرًا في شخصيتها الرئيسية. كانت المشاكل التي تواجهها الشخصية في الرواية هي نفسها المشاكل التي يواجهها الدوق في الحقيقة، كما أن نقاط القوة والضعف للشخصية الرئيسية، التي يعلمها الكاتب جيدًا، هي تلك الخاصة بالدوق. إنه من أندر وأجمل الأشياء أن تجد شخصًا يكتب رواية عنك. إنها معاملة نستحقها جميعًا ونتوق إليها في صمت. نحن لسنا بحاجة إلى التخلي عن وظائفنا ونصبح كتَّابًا؛ لأن هذا الكتاب الذي يتحدث عنّا نكتبه بالفعل. نحن نعمل عليه في الساعات المبكرة، وعندما لا نستطيع النوم، وعند استغراقنا في أحلام اليقظة، وفي كتابة الخطط، والتفكير في الماضي، ونستسلم لإعادة ذلك مرارًا وتكرارًا والتفكير في معناه. إنه لمن الأسف ألا نبذل جهدًا كافيًا لكتابة هذا العمل الناشئ المهم جدًّا.
من المذهل أن نقضي ساعات طوال في قراءة روايات غيرنا. إننا ننقذ أنفسنا ونكرمها حين نتعلم ترتيب وفهم تجارب الأيام والليالي الصعبة التي مررنا بها. ليس هناك خطر من قراءة روايات كثيرة؛ لكن علينا باستمرار اقتناص أوقات لنكتب ثم نقرأ لأنفسنا رواية، قصة حياتنا الناشئة المكشوف عنها. لتعلم المزيد حول معرفة الذات، انقر على الرابط الظاهر على الشاشة. والملاحظات المدهشة، والتحليلات العبقرية.
تعليقات
إرسال تعليق