التربية فن و أنا لا أبالغ في ذلك ، إن تربية طفلك أمر ليس بالسهولة التي يتخيلها جميع الآباء و الأمهات الجدد ، صحيح بأن الحصول على طفل جديد يضيف سعادة واشراق الى المنزل ، و يعزز الروابط الأسرية و بدونه لا تكتمل الأسرة و لكن يجب أن يدرك جميع الآباء ما يرافقه من مسؤوليات عديدة.
وفقا لجامعة هارفرد.. كيف يجب أن يراك طفلك
أنت لست مسؤول عن اطعام الطفل و إلباسه و الإنفاق عليه فقط و أنتِ لا تقتصر مسؤوليتك على نظافته و التزامه بالآداب العامة ، بل الأمر أعمق و أوسع من ذلك لكليكما.
عليك أن تنتقل بين عدة أدوار عند تربية الطفل وفقا للبروفيسور رونالد فيرجسون الأستاذ بجامعة هارفارد ، و هذا ليس مجرد تنظير فقط إنه أمر يجب أن يأخذه جميع الاباء و الامهات في اعتبارهم ، بينما يجب أن يكون هدفهم الأساسي أن ينجبون أطفالا أفضل منهم و اذا اخذ الجميع هذا نصب عينيه لن نجد لص أو سارق أو كاذب ، سيصبح العالم أفضل لذلك أترك لكم تقدير أهمية التفكير عميقا عند تربية الابناء.
سنلخص الأدوار التي ذكرها فيرجسون فيما يلي:
شريك في عملية التعلم
إن التعلم واحد من أهم ما يجب أن نسلح به أبناءنا فهو كفيل بشكل كبير في جعلهم أفراد أفضل ، لكن ليكن بعلم كل مربي و مربية إن ارسال الطفل إلى المدرسة و حتى إلى الدروس الخصوصية أمر غير كافي نهائيا ، إن مشاركة الطفل في التعلم يضاعف قدرته و حبه و شغفه أثناء الدراسة ، حاول أن تقرأ قصة لطفلك قبل النوم فهذا ليس مشهد في الأفلام فقط اجعله واقعا ، و شاهد معه دروسه خصوصا في فترة الجائحة حيث أن معظم الأطفال فقدوا معلميهم و أصبحت عملية الدراسة أكثر صعوبة .
أصلح الأخطاء فقط
أكثر ما قد يسيء إلى عملية التربية السليمة للأطفال هو محاولة وضعهم في إطار معين ليعيشوا فيه ، لا تربط رضاك عنه بصورة أنت رسمتها في مخيلتك و ضع الحب الغير مشروط نصب عينيك .
إن ممارسة هذه الدكتاتورية على الطفل تمنع النمو السليم له و تقيد مهاراته الشخصية و تمنعه من إظهار ابداعاته الشخصية ، هذا لا يمنع الدور الرقابي لكن بحدود .
الرفيق
حاول أن تخرج من كونك الأب أو الأم و رافق ابنك كما تفعل مع اصدقائك عادة ، خذه إلى مسرح او متحف أو إلى السينما لمتابعة فيلم ، هذا يساهم في تحسين حالته الشعورية و النفسية كما تحفزه على الاكتشاف و الإبداع ، هذا غير عن اللحظات الممتعة التي سترسمانها معا و صدق بأن أثر هذا لن يكون على الطفل و حسب بل عليك أيضا .
كن فيلسوفا أمام طفلك
وفقا لأستاذ هارفرد إن هذا الدور مهم جدا للطفل ، و الاسئلة التي لا تتناسب و عمر الطفل هي أبرز ما قد يواجه الآباء ، و لا يعرف الجميع كيف يتعامل معها بالشكل السليم . في الواقع عليك أن تحاول تحري أمرين ، أولاهما أن لا تخبره بالأكاذيب و الثاني أن تشرح له الأمر بشكل يتناسب و مرحلته العمرية لهذا كان العنوان كن فيلسوف ، بهذه الطريقة أنت تحفزه على الانفتاح و استيعاب العالم من حوله ، اياك أن تأنبه على السؤال .
قدوة
لا تتوقع أن يلتزم ابنك بفعل شيء لم يرك تقوم به ، ان تكون قدوة لابنك لا يعني ان يستنسخ تصرفاتك و شخصيتك و أسلوبك بل يعني أن تقوم بالالتزام بعادات الحسنة التي تدعوه لها ، أن تقلع عن التدخين أفضل من الاف التحذيرات للطفل عن خطورته مثلا.
تعليقات
إرسال تعليق