ستيفن كينج العبقري الذي ألهم الملايين
مع إصدار فيلم IT الجزء الثاني في السينما وتربعه على عرش شباك التذاكر، يجعلنا هذا نقر بروعة القصة التي نتج عنها هذا العمل الممتع، وكجمهور فعلينا شكر المؤلف العبقري ستيفن كينج على تحفته الفنية هذه، لكن هل ينبغي أن نشكره على هذا العمل فقط؟
بالتأكيد لا، بل وعلى جهده العظيم الذي أثمر لنا العديد من القصص التي تحولت إلى أعمال عظيمة سواء على شاشة السينما أو التلفزيون، تلك الأعمال التي تحبس الأنفاس والتي ساهمت في حصول ستيفن كينج على لقب ملك الرعب دون منازع.
فقد ساهم ستيفن كينج بشكل جزئي أو كلي فيما يقرب من 300 عمل سواء تلفزيوني أو سينمائي، سواء كاتب للعمل أو اقتبس العمل من إحدى رواياته أو قصصه، مما يجعله واحد من أكثر من ساهموا في كتابة الأعمال في تاريخ هوليوود إن لم يكن أكثرهم على الإطلاق.
بداية نجاحه
بدأ ستيفن كينج عمله كمؤلف في بداية السبعينيات برواية رعب بعنوان Carrie، وقد حققت الرواية نجاحًا هائلًا ساهم في شهرته، ولاحقًا في العام 1976 تم إنتاج فيلم مقتبس من الرواية تحت نفس الاسم، وحقق الفيلم نجاحًا منقطع النظير ورُشح لجائزتي أوسكار.
ثم تحولت قصة الرعب التالية خاصته Salem’s Lot إلى عمل تلفزيوني شهير في العام 1979 وقد حقق نجاحًا جماهيرًا كبيرًا، ليتوج كينج نفسه ملكًا على الشاشة بكتاباته المتميزة.
ثم تاليًا تحولت روايته The Shining إلى فيلم رعب في العام 1980، ويحكي الفيلم عن كاتب مبتدئ ينتقل مع زوجته وطفله للإقامة بمفرده في فندق نائي من أجل أن يسترخي ويكتب في جو مثالي، لتنقلب الأحداث ويجن جنونه ويحاول قتل أسرته.
وقد أدى دور البطولة الممثل الشهير Jack Nicholson وأبدع فيه بمساعدة من المخرج Stanley Kubrick وهو أحد أفضل مخرجي هوليوود، وأشاد النقاد والجماهير بالفيلم الذي يعد أحد أفضل أفلام الرعب في التاريخ.
ستيفن كينج ككاتب
استطاع ستيفن كينج ككاتب أن يحقق نجاحًا هائلًا خلال مسيرته الأدبية حيث وصل مجموع النسخ التي بيعت من كتبه إلى ما يقرب من 350 مليون نسخة، أما عن نجاحات أفلامه فحدث ولا حرج، ليس فقط من الناحية الجماهيرية بل من الناحية الفنية أيضًا.
يتميز أسلوب كينج الأدبي بالقدرة المتميزة على سرد الأحداث بطريقة مشوقة، ويعتقد كينج أن القصة يجب أن تكون مشوقة ومختلفة، فكما يقول “القراء يبحثون عن القصة الجيدة، وأفضل المؤلفين هم من يسردون الأحداث بشكل أفضل”.
ومن الغريب أن ملك الرعب “ستيفن كينج” قد أنتج لنا معظم قصص الرعب خاصته في النهار، فهو يعتقد أن الكتابة في النهار أفضل، فيكتب لنا تلك الليالي المرعبة في ضوء النهار! ويقوم عادة بكتابة عشر صفحات يوميًا، ويقضي المساء مع أسرته.
أقوى أفلام ستيفن كينج الرعب
شهدت مسيرة كينج الفنية الكثير من النجاحات الهائلة في مجال أفلام الرعب والتشويق، فإضافة إلى Carrie و The Shining، قد انتج له Christine في 1983، وPet Sematary في 1989 وأعيد إنتاجه في 2019، ثم فيلم Misery في العام 1990 والذي نالت بطلته جائزة أوسكار.
وتستمر قائمة أفلامه في التضخم بعدها لينتج له Secret Window في 2004 من بطولة Johnny Depp، ثم فيلم 1408 في 2007 من بطولة John Cusack، وقائمة طويلة من الأفلام آخرها IT والذي صدر جزئه الأول في 2017 وجزئه الثاني هذا العام.
ويدور الفيلم حول كائن غريب يظهر كل عدد معين من السنوات في قرية أمريكية ليخيف الأطفال ويأكلهم، وهي قصة مرعبة كان قد ألفها كينج في العام 1986 ليرعبنا كعادته، لكن هل توقفت موهبة كينج عند إخافتنا فقط؟
ربما لم يفهم البعض المغزى من السؤال فمن المعروف “كما أُشير في المقال” بأن ستيفن كينج هو ملك الرعب لكنه لم يكتف بذلك، فكما نجح في إخافة الجمهور طوال مسيرته الناجحة فقد نجح في جعل الجمهور يبكي كما لم يفعل كاتب آخر.
أقوى أفلام ستيفن كينج الدرامية
1 - The Shawshank Redemption
وجاءت بداية التفات جمهور السينما إلى كون ستيفن كينج كاتب درامي من مستوى رفيع في فيلم The Shawshank Redemption في العام 1994، ليقدم لنا الوجه الآخر لستيفن كينج، الوجه الدرامي المؤثر الذي لم يتوقعه أحد، ليترك الجمهور مندهشًا باكيًا أمام تلك التحفة الفنية الخالدة.
وهو من بطولة Tim Robbins وMorgan Freeman، وهو مبني على الرواية القصيرة Rita Hayworth and Shawshank Redemption والتي نشرها للمرة الأولى في أغسطس من عام 1982 والتي لم ينتجها حتى التسعينيات نتيجة لشهرته ككاتب رعب مما صعب الأمر على المنتجين.
وتدور أحداث الفيلم داخل السجن، متتبعًا علاقة الصداقة ما بين سجينين يصمم أحدهما أنه بريء، وتتوالى الأحداث الدرامية ليستغل مسؤول السجن هذا السجين بسبب مهاراته في المحاسبة ويقف سدًا أمام براءته من التهم المنسوبة إليه ليهرب في النهاية، ثم يفرج عن صديقه بإطلاق سراح مشروط ويلتقي الصديقان في عالم الحرية بعد أعوام من السجن.
وقد ترشح الفيلم لنيل 7 جوائز أوسكار إضافة إلى حصوله على العديد من الجوائز الأخرى، وصنفه النقاد كأعظم فيلم في تاريخ السينما في منافسة مستمرة مع The Godfather للمؤلف ماريو بوزو ومن بطولة Marlon Brando و Al Pacino والعديد من النجوم.
ولم يحقق الفيلم في بدايته نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر فقد حقق في عرضه الأول 727 ألف دولار فقط، وذلك للعديد من العوامل منها عدم تعود الجمهور على كينج ككاتب درامي بعد أن تعودوا عليه مرعبًا.
وأيضًا بسبب المنافسة الشرسة مع أفلام مثل فيلم الرسوم المتحركة The Lion King من ديزني وفيلم Pulp Fiction من بطولة جون ترافولتا، والفيلمان اكتسحا شباك التذاكر حرفيًا، لكن بعد إشادة النقاد به عاد الجمهور ليشاهده مرة أخرى ويحقق في مجمل إيراداته حول العالم 28 مليون دولار.
2 - The Green Mile
ولم يكن النجاح الدرامي لفيلم The Shawshank Redemption إلا دليلًا على قدرة كينج على التأثير في الجمهور دراميًا بصورة هائلة، وقد أكد على هذا في فيلمه الثاني The Green Mile في عام 1999 والذي أبكى فيه كينج الملايين، وقد ترشح الفيلم لأربع جوائز أوسكار.
والفيلم من بطولة توم هانكس، ويحكي عن ضباط السجن المسؤولين عن إعدام المساجين بالكرسي الكهربائي، والذين يقومون بالتعرف على السجين الذي منحه الله القدرة على شفاء الناس من الأمراض بمجرد لمسهم، وقد قاموا بتنفيذ حكم الإعدام فيه على الرغم من معرفتهم بأنه بريء لكن لا يوجد دليل.
وبهذا فقد أثبت كينج أنه ملك للرعب وأيضًا ملك للدراما بعد أن احتل فيلمي The Shawshank Redemption و The Green Mile مكانًا خاصًا في قلوب الجماهير والنقاد، وتستمر أعماله في مفاجأتنا دائمًا على شاشات السينما والتلفزيون، ليس الآن فقط بل وفي المستقبل أيضًا.
تعليقات
إرسال تعليق