يعتبر الأديب الروسي فيودور دوستويفكسي واحداً من أعظم كتّاب الرواية، فكتاباته تتميز بقدرة كبيرة على السرد تشدّ القارئ، وبتعبيرها العميق عما يدور في داخل النفس الإنسانية، وقد عبّر عن ذلك خير تعبير في عناوين رواياته التي تصف الإنسان في شتى مواقفه وتصرّفاته مثل روايات: المقامر، المراهق، مذلّون مهانون، الجريمة والعقاب، الأبله. و سنخصص هذه المقالة للتحدث عن هذه الأخيرة إذا تعتبر إحدى روائع دوستويفسكي.
رواية الأبله - فيودور دوستويفسكي
رواية الأبله هي واحده من نماذج دوستويفسكي الإنسانية العظيمة، و من أفضل ما كتبة، كتبها في القرن 19، عدد صفاحات الرواية حوالي 1200 صفحة، كتب فيودور دوستويفسكي رواية الأبله خارج بلاده روسيا. بعد هربه من دائنيه الذين كانوا يقرضونه المال، من أجل التأليف وإصدارات الكتب، إلا أنه بسبب مرضه بالصرع كان يتوقف عن الكتابة حتى يضيع المال، ليهددوه بعد ذلك بسجنه بسبب الديون المتراكمة عليه، فيغادر البلاد في أبريل من عام 1867، أي بعد زواجه الثاني من كاتبة" الإختزال" آنا سنيتكين. وقد تم تأليفها بعدما زار الكاتب متحف "بازل"في جنيف بسويسرا، وشاهد لوحة زيتية "للرسام هانز هولبين" في ذلك الوقت للنبي عيسى عليه السلام وهو ميت وجثته ملقاة واسمها "المسيح يرفع من على الصليب" وقد تم طعنه في عدة مناطق من جسده، في حالة مزرية، بدت علامات التحلل تبرز في هذه الصورة على بدنه، والتي أثرت فيه جدا، و تركت انطباعا بداخله فقرر كتابة هذه الرواية الاكثر ذاتية التي تحمل العديد من القيم والمبادئ الحية، رغم أنها سوداوية.
توقف دوستويفسكي أمام هذه الصورة حوالي 20 دقيقة حتى كاد أن يدركه الصرع، وهو يتأمل اللوحة، وحين ألفها كتبها بكل جوارحه، لهذا تعد من أقوى الروايات التي أصدرها الكاتب.
رواية الأبله واحدة من أكثر النماذج تعبيراً عن قدرة دوستويفسكي على النظر في دواخل النفس الإنسانية فهذا الأبله هو أمير، من سلالة أمراء معروفة في تاريخ روسيا، لكن شخصيته ومسار حياته لا يشبهان أبداً أولئك الأمراء الذين يأمرون فيُطاعون. بل هو شخص طيّب بسيط، يمكن استدرار عاطفته والتأثير عليه بمجرّد إبداء الرقة أو التعبير عن الحاجة او الحزن أو الأسى... ولذلك يبدو "أبله" في نظر المجتمع.
"لماذا تخلق الطبيعة أفضل الناس لتسخّرَ منهم بعد ذلك؟... أنا لم أفسد أحداً..لقد أردت أن أحيا لسعادة الناس جميعهم.. لإكتشاف الحقيقة ونشرها.. ماذا كانت النتيجة؟ لا شيء! كانت النتيجة أنكم تحتقرونني، هذا دليل على أنني أحمق".
بهذه العبارات يتحدّث الأمير ميشكين عن نفسه، تلك النفس التي تبدو ضعيفة أما جبروت البشر، بلهاء أمام المكر، بسيطة أمام التفاخر، غيبة أمام الرياء، هشّة امام الظلم. ورائعة وقويّة وقادرة إزاء مشاعر الخير والحبّ والصداقة.
- الأمير ميشكين: ليون نيكولا يفيتش ميشكين _وهو بطل من أبطال هذه الرواية ينتمي الى العائلات الراقية بروسيا عمره حوالي 26 سنة ، قضى أربعة سنوات من حياته، في عيادة سويسرا لمرض الصرع، ليعود لسانت بطرسبرغ.
في صباح من صباحات من نهاية تشيرين الثاني نوفمبر كان القطار وارسو يقترب بطرسبرغ مسرعا والضباب يعم الأرجاء، الدرجة الثالثة من القطار غاص بالطلبة وعمال وموظفين من متوسطي الدخل، منهكين بالعمل وثقل الحياة على كاهلهم.
في الحجرة من القطار الدرجة ثالثة يجلس شابان قرب بعضهما رجل من 27 سنة ، ومن بينهما رجل قصير القامة رجل أجعد اسود اللون، عيناه مفتوحة اللون ذو ضحكة سخرة حاقدة، وابتسامة متغطرسة متكبرة على وجه عدواني شاحب يدل على الإرهاق، والاخر بنفس العمر تقريبا شعره أشقر هادئ ازرق من شدة البرد يحمل صرة تجمع قليل من الثياب، ومن الوهلة يظهر أن هذا الشاب مريض، أو مصاب بالصرع، ملابسه مختلفة حين سأله الشاب الأسمر من أين أتى رد عليه من سويسرا، فهزأ به مرات ليطرح عليه أسئلة أخرى ماذا كنت تفعل هناك؟ فيجيبه بكل عفوية وصراحة أتعالج من الصرع فيطلق الآخر قهقهات السخرية، ويستغرب في الأمير ببذلة فقيرة وحذاء رث !. ففي سفر القطار يكتشف القارئ عن قرب لمحة مفصلة عن حياة ميشيكن، الطيبة والعفوية والبراءة، مما جعل الناس تنعته بالأبله.
رواية الأبله واحدة من أكثر النماذج تعبيراً عن قدرة دوستويفسكي على النظر في دواخل النفس الإنسانية فهذا الأبله هو أمير، من سلالة أمراء معروفة في تاريخ روسيا، لكن شخصيته ومسار حياته لا يشبهان أبداً أولئك الأمراء الذين يأمرون فيُطاعون. بل هو شخص طيّب بسيط، يمكن استدرار عاطفته والتأثير عليه بمجرّد إبداء الرقة أو التعبير عن الحاجة او الحزن أو الأسى... ولذلك يبدو "أبله" في نظر المجتمع.
"لماذا تخلق الطبيعة أفضل الناس لتسخّرَ منهم بعد ذلك؟... أنا لم أفسد أحداً..لقد أردت أن أحيا لسعادة الناس جميعهم.. لإكتشاف الحقيقة ونشرها.. ماذا كانت النتيجة؟ لا شيء! كانت النتيجة أنكم تحتقرونني، هذا دليل على أنني أحمق".
بهذه العبارات يتحدّث الأمير ميشكين عن نفسه، تلك النفس التي تبدو ضعيفة أما جبروت البشر، بلهاء أمام المكر، بسيطة أمام التفاخر، غيبة أمام الرياء، هشّة امام الظلم. ورائعة وقويّة وقادرة إزاء مشاعر الخير والحبّ والصداقة.
أهم الأحداث والشخصيات :
من أهم شخصيات هذه الرواية
- الأمير ميشكين: ليون نيكولا يفيتش ميشكين _وهو بطل من أبطال هذه الرواية ينتمي الى العائلات الراقية بروسيا عمره حوالي 26 سنة ، قضى أربعة سنوات من حياته، في عيادة سويسرا لمرض الصرع، ليعود لسانت بطرسبرغ.
في صباح من صباحات من نهاية تشيرين الثاني نوفمبر كان القطار وارسو يقترب بطرسبرغ مسرعا والضباب يعم الأرجاء، الدرجة الثالثة من القطار غاص بالطلبة وعمال وموظفين من متوسطي الدخل، منهكين بالعمل وثقل الحياة على كاهلهم.
في الحجرة من القطار الدرجة ثالثة يجلس شابان قرب بعضهما رجل من 27 سنة ، ومن بينهما رجل قصير القامة رجل أجعد اسود اللون، عيناه مفتوحة اللون ذو ضحكة سخرة حاقدة، وابتسامة متغطرسة متكبرة على وجه عدواني شاحب يدل على الإرهاق، والاخر بنفس العمر تقريبا شعره أشقر هادئ ازرق من شدة البرد يحمل صرة تجمع قليل من الثياب، ومن الوهلة يظهر أن هذا الشاب مريض، أو مصاب بالصرع، ملابسه مختلفة حين سأله الشاب الأسمر من أين أتى رد عليه من سويسرا، فهزأ به مرات ليطرح عليه أسئلة أخرى ماذا كنت تفعل هناك؟ فيجيبه بكل عفوية وصراحة أتعالج من الصرع فيطلق الآخر قهقهات السخرية، ويستغرب في الأمير ببذلة فقيرة وحذاء رث !. ففي سفر القطار يكتشف القارئ عن قرب لمحة مفصلة عن حياة ميشيكن، الطيبة والعفوية والبراءة، مما جعل الناس تنعته بالأبله.
حين سأله الشاب الشرير في القطار الى أين ستتجه رد عليه في البداية أنه لايعرف إلى أين؟ ثم بعد ذلك يجيب عند أقرباء له ببطرسبرغ، يعرف بالعائلة ليطول الحديث بينه وبين الفضولي الذي زاد من احتقاره للأمير الشاب، وتكلم عن العائلة الميسورة التي يعرفها ميشيكين.
عند وصول الأمير عند أقربائه، تعرف على بناتهم الثلاثة، و هن من أجمل بنات المدينة، واللواتي استغربن من هيأة الأمير، ومن حالته ماكانوا لينتظروا أن يروا أميرا بأسمال بالية لهذا الحد، لتبدأ الحكاية والتفاصيل في بطرسبرغ والحكايات عن الأشخاص الذين قابلهم وتعرف عليهم، مع تفاصيل علاقته بالأشخاص الذي قابلهم، مما كان يزيد من إطالة الرواية، وهذا ما كان يعيب رواية دوستويفسكي تفاصيل دقيقة وكثيرة لا داعي لذكرها مع إقحام سيرته الذاتية وتفاصيل حياته، كما جاء على لسان النقاد. فهو يجسد المعاناة التي عاشها الأمير ميشكين، وتتشابه الرواية بنفس معاناة الكاتب دوستويفسكي مع مرضه، فقد أصابه الصرع وكان ملازما له طول حياته وقد جاء في مذكرات زوجته
- أناستاسيا فيبوفنا باراشكوفا: من الشخصيات الرئيسية في الرواية وهي شابة جميلة مثقفة وذكية، يتعلق بها الأمير ميشكين في حبها.
- نحن هنا, يا صديقي, لا نُسأل رأينا, وإنما تُرتب الأمور دون استشارتنا.
- إنَّ المرء لتبرأُ نفسهُ وتشفى حينَ يعيشُ مع الأطفال.
- لشد ما أدهشني دائمًا مدى جهل الكبار بالصغار، بل ومدى جهل الآباء بأبنائهم أنفسهم.
اقرأ أيضا: اقتباسات و أقوال للكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي
- إنَّ أكبرَ إهانةٍ يمكنُ أن تُلحقها بإنسانٍ في عصرنا ومِنْ جنسنا هي أنْ تنعتهُ بأنهُ محرومٌ مِنَ الأصالةِ والإرادةِ والمواهبِ الخاصة، وأن تقولَ عنهُ: إنّهُ رجلٌ عادي.
- يُخيَّلُ إليَّ أنَّ الإنسان، حينَ يداهمهُ هلاكٌ لا سبيلَ إلى تحاشيه، كانهيارِ منزلٍ فوقه مثلاً، إنما يشعرُ عندئذٍ برغبةٍ لا تقاومُ في أن يقعدَ مغمضًا عينيه، وليحدث ما يحدث.
- مِنْ حُسنِ الحظ، على الأقل، أنَّ الإنسانَ لا يتألمُ مدةً طويلةً حينَ يُقْطَعُ رأسه.
- فاعلم يا عزيزي الأمير أن أكبر إهانة يمكن أن تلحقها بإنسان في عصرنا ومن جنسنا هي أن تنعته بأنه محروم من الأصالة والإرادة والمواهب الخاصة، وأن تقول عنه: إنه رجل عادي.
عند وصول الأمير عند أقربائه، تعرف على بناتهم الثلاثة، و هن من أجمل بنات المدينة، واللواتي استغربن من هيأة الأمير، ومن حالته ماكانوا لينتظروا أن يروا أميرا بأسمال بالية لهذا الحد، لتبدأ الحكاية والتفاصيل في بطرسبرغ والحكايات عن الأشخاص الذين قابلهم وتعرف عليهم، مع تفاصيل علاقته بالأشخاص الذي قابلهم، مما كان يزيد من إطالة الرواية، وهذا ما كان يعيب رواية دوستويفسكي تفاصيل دقيقة وكثيرة لا داعي لذكرها مع إقحام سيرته الذاتية وتفاصيل حياته، كما جاء على لسان النقاد. فهو يجسد المعاناة التي عاشها الأمير ميشكين، وتتشابه الرواية بنفس معاناة الكاتب دوستويفسكي مع مرضه، فقد أصابه الصرع وكان ملازما له طول حياته وقد جاء في مذكرات زوجته
- أناستاسيا فيبوفنا باراشكوفا: من الشخصيات الرئيسية في الرواية وهي شابة جميلة مثقفة وذكية، يتعلق بها الأمير ميشكين في حبها.
تقول القصة على لسان صديقتها اديلاييد و أن جمالها قادر على صنع ثورة، جمال يخطف الأبصار، هذا الجمال الذي سبب لها عقدة، وهي حاقدة على المجتمع بسبب من رباها وهي صغيرة، لأنه اغتصبها بعد أن كان لها مثل الأب لتصبح عاشقة له. وأن ميشكين لما رآه أول مرة انبهر بجمالها لكن أول من اكتشف معاناتها الداخلية، ويعطف عليها وتكون مقربة له، وفي نفس الوقت تلمس ناستايا حب غريب اتجاه هذا الانسان الطيب ببراءته قلما قابلت مثله، لكن لاأحد يدرك أن هذا الحب حقيقي أم مجرد شفقة؟.
هذا ما سنكتشفه أثناء قراءتنا الرواية، من خلال ٌامة الأمير في تلك المنطقة حين يقع في دوامة عاطفة تؤثر عليه بشكل كبير، ويقوم بمصارعة نوعان من الحب، قصة عشق بينه وبين "أجلايا" وغرام وحب بينه وبين "أناستاسيا" التي يريدها الجميع لتنتهي القصة بنهاية مأساوية.
- بارفيون سيمونوفيتش روغوزين: شاب ينتمي لعائلة من التجار، يقع هو كذلك في حب و" قصة عشق" ناستاسيا وهو الحلقة المهمة في شخصيات هذه الرواية ، وملخص رواية الأبله.
هذا ما سنكتشفه أثناء قراءتنا الرواية، من خلال ٌامة الأمير في تلك المنطقة حين يقع في دوامة عاطفة تؤثر عليه بشكل كبير، ويقوم بمصارعة نوعان من الحب، قصة عشق بينه وبين "أجلايا" وغرام وحب بينه وبين "أناستاسيا" التي يريدها الجميع لتنتهي القصة بنهاية مأساوية.
- بارفيون سيمونوفيتش روغوزين: شاب ينتمي لعائلة من التجار، يقع هو كذلك في حب و" قصة عشق" ناستاسيا وهو الحلقة المهمة في شخصيات هذه الرواية ، وملخص رواية الأبله.
اقتباسات من رواية الأبله:
- نحن هنا, يا صديقي, لا نُسأل رأينا, وإنما تُرتب الأمور دون استشارتنا.
- إنَّ المرء لتبرأُ نفسهُ وتشفى حينَ يعيشُ مع الأطفال.
- لشد ما أدهشني دائمًا مدى جهل الكبار بالصغار، بل ومدى جهل الآباء بأبنائهم أنفسهم.
اقرأ أيضا: اقتباسات و أقوال للكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي
- إنَّ أكبرَ إهانةٍ يمكنُ أن تُلحقها بإنسانٍ في عصرنا ومِنْ جنسنا هي أنْ تنعتهُ بأنهُ محرومٌ مِنَ الأصالةِ والإرادةِ والمواهبِ الخاصة، وأن تقولَ عنهُ: إنّهُ رجلٌ عادي.
- يُخيَّلُ إليَّ أنَّ الإنسان، حينَ يداهمهُ هلاكٌ لا سبيلَ إلى تحاشيه، كانهيارِ منزلٍ فوقه مثلاً، إنما يشعرُ عندئذٍ برغبةٍ لا تقاومُ في أن يقعدَ مغمضًا عينيه، وليحدث ما يحدث.
- مِنْ حُسنِ الحظ، على الأقل، أنَّ الإنسانَ لا يتألمُ مدةً طويلةً حينَ يُقْطَعُ رأسه.
- فاعلم يا عزيزي الأمير أن أكبر إهانة يمكن أن تلحقها بإنسان في عصرنا ومن جنسنا هي أن تنعته بأنه محروم من الأصالة والإرادة والمواهب الخاصة، وأن تقول عنه: إنه رجل عادي.
- إنَّ جوهرَ العاطفة الدينية مستقلٌ عنْ جميعِ البراهين، وجميعِ الأفعالِ السيّئة وجميعِ الجرائمِ وجميعِ مذاهبِ الإلحاد. إنَّ في هذهِ العاطفة شيئًا لا يمكنُ أنْ تنالهُ أدلّةُ الملحدين في يومٍ مِنَ الأيام. وسيظلُّ الأمرُ على هذا النحوِ أبدَ الدّّهْر.
اشتري الآن |
تعليقات
إرسال تعليق