ظاهريًا، جميعنا يرغب بالحب لكن وبشكل غريب فإن من أصعب الأشياء، هو عدم التمسك به تجاه الآخرين، عندما يتغيرون فعلاً نحو الأفضل، ويبادلوننا مشاعرنا.
لماذا نبتعد عن الأشخاص الذين يحبوننا؟
من الصعب جدًا ألا نعتقد بأن هؤلاء الذين يحبوننا في بعض النواحي ضعفاء، ومخطئين، ومحتاجين، وجبناء، وبهم بعض العيوب فقط، نستطيع الشعور بأن الأمر أكثر سهولة عندما يكون الحب بلا مقابل، عندما ننهمك في التفكير تولد لدينا رهبة مهتزة، بأن الشخص المعجب به لم يلاحظنا بعد لكن الآن، وأخيرًا لا يوجد هناك شك بعد الآن، من الواضح جدًا بأنهم يحبوننا، ولكن قد ينشأ شيء ما يقلقهم، حيث نشعر بالقليل من الغثيان، نغري أنفسنا بالقول لقد فهمناهم بشكل خاطئ، لا يمكن أن يكونوا الأشخاص الذين تصورناهم وأحببناهم، لكن المشكلة ليست بهم على الإطلاق. حيث يكمن كليًا بمكان آخر في علاقتنا بأنفسنا. يبدو تأثيرهم مشبوهًا، غير مفهومًا، ولمسهم مثيرًا للاشمئزاز، لأنه على غرار هذا المستوى لم نكن معتادين عليه. حيثُ ليسوا متوافقين مع وجهة نظرنا لأنفسنا. من الصعب تلقي الحب عندما نكون في الواقع غير مقتنعين بقدرتنا على الحب.
نقضي وقتنا بحثًا عن أولئك الذين يجعلوننا نعاني بطرق نشعر بأنها مألوفة، حيث يصبح طبيعًا أن نفترض بأن المحبوب الحنون، قد فقد شيئًا ما، وربما بعد ذلك يحاول التصرف بطرق مقززة فقط لنتأكد بأنهم يفهمون بأننا في الواقع لسنا كما كانوا يعتقدوننا. وبالتالي سيتركوننا نتألم، لكن الأمر بشكل ما مُرضي نفسيًا، باختصار كيف يمكن لأي شخص عظيم جدًا أن يتمتع بذوق سيّئ ليعجب بشخص ما مثلنا؟. لكن علينا أن نسمح لأنفسنا باستقبال الخيار الآخر بترحاب، ربما هذا التأثير الذي نستقبله ليس علامه على ضعف محبوبنا اللطيف، أو خطأه، أوأنه لا يملك خيارًا آخر، ربما علامة على رؤيته لشيء ما بداخلنا بوضوح ومأساوية لحد ما لا نراه في أنفسنا، ولم نسمح لأنفسنا بالاعتقاد به بشكل من الأشكال في ماضينا بأننا نستحق الحب.
هناك أمل في هذا كله، أمل حيث يمكننا الوثوق بأحبابنا أكثر من الوثوق بانطباعنا الأول، والمتوتر حيث نستطيع تفسير حبهم بأنه ليس علامة على ضعفهم أو وهمهم، لكن كإثبات على قدرتنا على الحب الكامنة بدواخلنا، التي أعمت تاريخنا الماضي، ولحد الآن، ما يزال حبهم وحنانهم يوقظنا، ليس علينا أن نكبت شعورنا تجاه الآخر ونبثت عليه عندما يرى الآخر فينا نقطة معينة مميزة.
اقرأ أيضا: كن التغير الذي تريد أن تراه
اقرأ أيضا: لماذا دمرت البشرية نفسها
اقرأ أيضا: ما هو الذكاء العاطفي، ما هو و كيف تتقنه؟
تعليقات
إرسال تعليق